تحول
أمل العاملات المغربيات في حقول الفلاحة في إقليم ويلبا، في استثمار ما
كسبنه مقابل جني الفراولة أو الليمون، في المغرب إلى سراب، حين اكتشفن أن
المبالغ التي يحصلن عليها غير كافية لإعالة الأسرة لفترة وجيزة، فبالأحرى
الاستثمار في بلدهن.
وتبدد أمل الخروج من دائرة الفقر عن طريق الاستثمار ليتحول إلى هاجس للهجرة، ما جعل جل العاملات المغربيات في إقليم ويلبا يعبرن عن تخوفاتهن بشأن مستقبلهن، وهل سيعدن الموسم المقبل للعمل في إطار مشروع "اينياس".
وتكابد حوالي 10 آلاف عاملة مغربية من أجل إعالة أسرهن في المغرب، إذ
تركن أزواجهن العاطلين عن العمل أو الذين يشتغلون موسميا، وتركن أبناءهن
لدى عائلاتهن، أو لدى خادمات في المغرب، من أجل تحقيق حلم الخروج من دائرة
الفقر. وتبدد أمل الخروج من دائرة الفقر عن طريق الاستثمار ليتحول إلى هاجس للهجرة، ما جعل جل العاملات المغربيات في إقليم ويلبا يعبرن عن تخوفاتهن بشأن مستقبلهن، وهل سيعدن الموسم المقبل للعمل في إطار مشروع "اينياس".
وسافرت 145 عاملة مغربية، نهاية الأسبوع الماضي، للعمل في الحقول الفلاحية بإقليم ويلبا، في إطار مشروع برنامج التدبير الشامل للهجرة الموسمية بين وكالة إنعاش التشغيل والكفاءات وعمدية كرطاية.
والتحق الوفد الجديد من العاملات المغربيات بالديار الإسبانية بزميلاتهن اللواتي بلغ عددهن إلى غاية الجمعة الماضي 8033 امرأة، على أساس أن يبلغ المجموع النهائي في إطار هذه الاتفاقية حوالي 14 ألف عاملة.
وتخلفت 5 نساء، من اللواتي جرى اختيارهن للعمل، عن السفر ضمن رحلة الجمعة الماضي، حسب مصدر مسؤول بوكالة إنعاش التشغيل، المشرفة على العملية، إذ من المتوقع أن يلتحقن بزميلاتهن في رحلة موالية، بعد أن تعاد برمجة سفرهن مجددا.
وأكد المصدر ذاته أن عدد النساء المغربيات العاملات بالحقول في منطقة ويلبا، اللواتي جرى اختيارهن لأول مرة في هذه العملية بلغ 8 آلاف و33 عاملة، التحقن بـ 2289 عاملة سبق لهن العمل للمرة الثانية أو الثالثة.
والتحقت بإسبانيا خلال شهر أبريل لوحده 1479 عاملة، ومن المتوقع أن تلتحق على مراحل 5643 عاملة أخرى.
ويحدو العاملات المغربيات اللواتي التقتهم "المغربية" في ميناءي طنجة وطريفة، وكذا على متن الباخرة، التي أقلتهم الجمعة الماضي من المغرب إلى إسبانيا، أمل في الطلاق النهائي مع الفقر، واستثمار الأموال، التي يكسبنها من جني الفراولة أو الليمون، في مشروع استثماري بعد العودة إلى المغرب.
لكن الأمل ذاته تحول إلى سراب، لدى العاملات اللواتي سبق لهن العمل في حقول ويلبا، إذ يصبح الهاجس الأول والأخير هو الحفاظ على فرصة جديدة للعودة إلى العمل في الموسم الموالي.
من هؤلاء العاملات فاطمة السعيدي، مطلقة، من أجلموس ضواحي خنيفرة، وأم لبنت عمرها 10 سنوات، تتطلع إلى استثمار ما ستحصل عليه مقابل العمل لأول مرة في حقول ويلبا، في محل تجاري يغنيها عن العمل في الحقول ومعامل التصبير مقابل راتب هزيل، بيد أن كل هم زميلتها فاطمة الزهراء، من ضواحي المحمدية، وسبق لها العمل في ويلبا، هو الحفاظ على فرصة العودة إلى العمل في حقول الأندلس، بعدما تسربت أخبار تفيد أنه جرى التخلي عن العاملات اللائي سبق لهن العمل في إطار الشراكة المغربية الإسبانية، على أساس استقطاب أخريات جديدات.
أما نجية كعاب (38 سنة)، مطلقة، من مولاي بوسلهام، فتأمل في اقتناء منزل يؤوي أبناءها الثلاثة، أكبرهم عمره 13 عاما، لأن مقابل العمل في الحقول المغربية "لا يغني ولا يسمن من جوع"، مشيرة إلى أنها تتقاضى، في أحسن الأحوال، مائة درهم، مقابل العمل يوميا من السابعة صباحا إلى حدود الثامنة ليلا، وأحيانا إلى التاسعة، في حقول الفراولة المغربية و(التيوكا).
الأمل نفسه يحدو فتيحة (ع)، 40 سنة، التي تشتغل في الفلاحة بضواحي تاونات، متزوجة وأم لخمسة أبناء، أكبرهم فتاة عمرها 22 سنة، عاطلة عن العمل، وأصغرهم 4 سنوات، إذ تأمل في اقتناء منزل لأسرتها الصغيرة، بدل الكراء.
أما عزيزة السامري، من مواليد 1983، من مدينة مكناس، التي وقفت بدورها في طابور، بميناء طنجة، في انتظار سماع اسمها للالتحاق بالباخرة، التي ستقلها إلى ميناء طريفة، فأكدت أنها تعيش في منزل والدي زوجها في مكناس، وتأمل في الاستقرار في منزل مستقل، يؤويها وزوجها العاطل عن العمل وابنهما الوحيد البالغ من العمر 18 شهرا.
ولم يسبق لعزيزة أن اشتغلت في الحقول الفلاحية، ولا أي عمل آخر، غير الأشغال المنزلية، لكن حين إبلاغها عن طريق القيادة بإمكانية العمل في الحقول الإسبانية، لم تتردد في تقييد اسمها ضمن لائحة الراغبات في العمل بإسبانيا.
ثريا الوديي، 35 سنة، من القصر الكبير، متزوجة دون أبناء، حالتها خاصة، إذ رغم أنها تتوفر على كل الوثائق القانونية، التي تخول لها العمل والإقامة بإسبانيا، فضلت اللجوء إلى وكالة إنعاش التشغيل، كوسيط للعمل في حقول ويلبا.
انتظرت ثريا حتى نهاية لائحة المرشحات للعمل، واتصلت بالمسؤول عن عملية تسفير العاملات، وطلبت ضمها إلى اللائحة للعمل في حقول الفراولة، مشيرة إلى صعوبة إيجاد شغل في الفت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق