بعد أنفكو: الثلج يحاصـر ويقتـل في ”أغدو”
”في
فصل الشتاء والثلج يتزايد الطلب على الشحم ويتجمد الماء والزيت”، وتتحول
”أغدو” إلى سجن كبير مفتوح على السماء تحت الأرض لكنه مغلق على الأرض، لا
يدخل إليها أحد ولا يخرج، لمدة خمسة أشهر كاملة، من دجنبر حتى أبريل، حيث
يغلق السكان على أنفسهم في بيوتهم الطوبية، ويلتفون حول النار تدفئهم في
الليل والنهار، اتقاء لشر البرد المميت، المنبعث من تحت الثلوج التي تغطي
كل شيء، بما فيها بيوتهم، ويبقى المرضى منهم ينتظرون الموت بصبر غير منظور،
الناس مصابون هنا بأمراض الربو والروماتيزم والتيفويد، وأخرى لا يعرفونها
تقضي عليهم، في هذا السجن المفتوح هناك الوسخ والجوع والفقر، لا أحد يستطيع
أن يغسل جسده أو ثيابه، أما المأكولات فلا تتعدى الشاي وشيء يشبه الخبز
للفقراء، ويتعداها الأغنياء منهم إلى شواء لحم الماعز أو الأغنام مما
يملكون، ويبقون على هذه الحال إلى أن تذوب الثلوج وتظهر الطريق التي سكّوها
بأرجلهم وحوافر بغالهم، إن خرجوا قريبا أو بعيدا فإن لا أحد يأمن على نفسه
الرجوع، تماما كما وقع لـ”زايد أوحدوش” الذي خرج ولم يعد، ثم وجدوه ميتا
بعد 18 يوما وقد غطاه الثلج.

حين كانت أنظار العالم مركزة على أطفال أنفكو ورجالها الموتى، كان سكان ”أغدو” خلال الأيام ذاتها يحكون بمرارة عن رجالهم الأربعة الذين هلكوا بمنطقة ”تاوزغيست”، المعروفة بعيونها الكثيرة، كانوا يرعون الغنم وا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق